فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (102- 104):

قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما تم الذي كان من أمرهم على هذا الوجه الأحكم والصراط الأقوم من ابتدائه إلى انتهائه، قال مشيرًا إلى أنه دليل كاف في تصحيح دعوى النبوة مخاطبًا لمن لا يفهم هذا الحق فهمه غيره، مسليًا له مثبتًا لفؤاده وشارحًا لصدره، منبهًا على أنه مما ينبغي السؤال عنه: {ذلك} أي النبأ العالي الرتبة الذي قصصناه قصًا يعجز البلغاء من حملته ورواته فكيف بغيرهم: {من أنباء الغيب} أي أخباره التي لها شأن عظيم: {نوحيه إليك} وعبر بصيغة المضارع تصويرًا لحال الإيحاء الشريف وإشارة إلى أنه لا يزال معه يكشف له ما يريد: {و} الحال أنك: {ما كنت لديهم} أي عند إخوة يوسف عليه الصلاة والسلام في هذا النبأ الغريب جدًا: {إذ} أي حين: {أجمعوا أمرهم} على رأي واحد في إلقاء يوسف عليه الصلاة والسلام في الجب بعد أن كان مقسمًا: {وهم يمكرون} أي يدبرون الأذى في خفية، من المكر وهو القتل- لتعرف ذلك بالمشاهدة، وانتفاء تعلمك لذلك من بشر مثل انتفاء كونك لديهم في ذلك الحين، ومن المحقق لدى كل ذي لب أنه لا علم إلا بتعليم، فثبت أنه لا معلم لك إلا الله كما علم إخوانك من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فيا له من دليل جل عن مثيل، وهذا من المذهب الكلامي، وهو إيراد حجة تكون بعد تسليم المقدمات مستلزمة للمطلوب، وهو تهكم عظيم ممن كذب النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما سألت قريش واليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نقله أبو حيان عن ابن الأنباري- عن قصة يوسف عليه الصلاة والسلام فنزلت مشروحة هذا الشرح الشافي، مبينة هذا البيان الوافي، فأمل صلى الله عليه وسلم أن يكون ذلك سبب إسلامهم فخالفوا تأميله، عزاه الله بقوله: {وما} أي نوحيه إليك على هذا الوجه المقتضي لإيمانهم والحال أنه ما: {أكثر الناس} أي كلهم مع ذلك لأجل ما لهم من الاضطراب: {ولو حرصت} أي على إيمانهم: {بمؤمنين} أي بمخلصين في إيمانهم واصفين الله بما يليق به من التنزه عن شوائب النقص، فلا تظن أنهم يؤمنون لإنزال ما يقترحون من الآيات، أو لترك ما يغيظهم من الإنذار؛ والكثير- قال الرماني: العدة الزائدة على مقدار غيرها، والأكثر: القسم الزائد على القسم الآخر من الجملة، ونقيضه الأقل؛ والناس: جماعة الإنسان، وهو من ناس ينوس- إذا تحرك يمنيًا وشمالًا من نفسه لا بجر غيره.
ولما ذكر تعالى ما هم عليه من الكفر، ذكر ما يعجب معه منه فقال: {وما} أي هم على ذلك والحال أن موجب إيمانهم موجود، وذلك أنك- مع دعائهم إلى الطريق الأقوم وإيتانك عليه بأوضح الدلائل ما: {تسئلهم عليه} أي هذا الكتاب الذي أوحيناه إليك، وأعرق في النفي فقال: {من أجر} حتى يكون سؤالك سببًا لأن يتهموك أو يقولوا: لولا أنزل عليه كنز ليستغني به عن سؤالنا.
ولما نفى عنهم سؤالهم الأجر، نفى عن هذا الذكر كل غرض دنيوي فقال: {إن هو} أي هذا الكتاب: {إلا ذكر} أي تذكير وشرف: {للعالمين} قال الرماني: والذكر: حضور المعنى للنفس، والعالم: جماعة الحيوان الكثيرة التي من شأنها أن تعلم، لأنه أخذ من العلم، وفيه معنى التكثير، وقد يقال: عالم الفلك وما حواه على طريق التبع للحيوان الذي ننتفع به وهو مجعول لأجله. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)}
اعلم أن قوله: {ذلك} رفع بالابتداء وخبره: {مِنْ أَنبَاء الغيب نُوحِيهِ إِلَيْكَ} خبر ثان: {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} أي ما كنت عند إخوة يوسف: {إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ} أي عزموا على أمرهم وذكرنا الكلام في هذا اللفظ عند قوله: {فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ} وقوله: {وَهُمْ يَمْكُرُونَ} أي بيوسف، واعلم أن المقصد من هذا إخبار عن الغيب فيكون معجزًا.
بيان إن إخبار عن الغيب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ما طالع الكتب ولم يتلمذ لأحد وما كانت البلدة بلدة العلماء فإتيانه بهذه القصة الطويلة على وجه لم يقع فيه تحريف ولا غلط من غير مطالعة ولا تعلم، ومن غير أن يقال: إنه كان حاضرًا معهم لابد وأن يكون معجزًا وكيف يكون معجزًا وقد سبق تقرير هذه المقدمة في هذا الكتاب مرارًا، وقوله: {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} أي وما كنت هناك ذكر على سبيل التهكم بهم، لأن كل أحد يعلم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ما كان معهم.
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
اعلم أن وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أن كفار قريش وجماعة من اليهود طلبوا هذه القصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل التعنت، واعتقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا ذكرها فربما آمنوا، فلما ذكرها أصروا على كفرهم فنزلت هذه الآية، وكأنه إشارة إلى ما ذكره الله تعالى في قوله: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ولكن الله يَهْدِى مَن يَشَاء} [القصص: 56] قال أبو بكر بن الأنباري: جواب: {لَوْ} محذوف، لأن جواب: {لَوْ} لا يكون مقدمًا عليها فلا يجوز أن يقال.
وقال الفراء في المصادر يقال: حرص يحرص حرصًا، ولغة أخرى شاذة: حرص يحرص حريصًا.
ومعنى الحرص: طلب الشيء بأقصى ما يمكن من الاجتهاد.
وقوله: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} معناه ظاهر وقوله: {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ للعالمين} أي هو تذكرة لهم في دلائل التوحيد والعدل والنبوة والمعاد والقصص والتكاليف والعبادات، ومعناه: أن هذا القرآن يشتمل على هذه المنافع العظيمة، ثم لا تطلب منهم مالًا ولا جعلًا، فلو كانوا عقلاء لقبلوا ولم يتمردوا. اهـ.

.قال الماوردي:

{ذلك من أنباء الغيب} يعني هذا الذي قصصناه عليك يا محمد من أمر يوسف من أخبار الغيب.
{نوحيه إليك} أي نعلمك بوحي منا إليك.
{وما كنت لديهم} أي إخوة يوسف.
{إذ أجمعوا أمرهم} في إلقاء يوسف في الجب.
{وهم يمكرون} يحتمل وجهين:
أحدهما: بيوسف في إلقائه في غيابة الجب.
الثاني: يعقوب حين جاؤوا على قميصه بدم كذب. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {ذلك من أنباء الغيب} الآية: {ذلك} إشارة إلى ما تقدم من قصة يوسف، وهذه الآية تعريض لقريش وتنبيه على آية صدق محمد، وفي ضمن ذلك الطعن على مكذبيه.
والضمير في: {لديهم} عائد إلى إخوة يوسف، وكذلك الضمائر إلى آخر الآية، و: {أجمعوا} معناه: عزموا وجزموا، و: {الأمر} هنا هو إلقاء يوسف في الجب، والمكر هو أن تدبر على الإنسان تدبيرًا يضره ويؤذيه والخديعة هي أن تفعل بإنسان وتقول له ما يوجب أن يفعل هو فعلًا فيه عليه ضرر. وحكى الطبري عن أبي عمران الجوني أنه قال: والله ما قص الله نبأهم ليعيرهم بذلك، إنهم لأنبياء من أهل الجنة، ولكن قص الله علينا نبأهم لئلا يقنط عبده.
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
هاتان الآيتان تدلان أن الآية التي قبلهما فيها تعريض لقريش ومعاصري محمد عليه السلام، كأنه قال: فإخبارك بالغيوب دليل قائم على نبوتك، ولكن أكثر الناس لا يؤمنون وإن كنت أنت حريصًا على إيمانهم، أي يؤمن من شاء الله. وقوله: {ولو حرصت} اعتراض فصيح.
وقوله: {وما تسألهم} الآية، توبيخ للكفرة وإقامة الحجة عليهم، أي ما أسفههم في أن تدعوهم إلى الله دون أن تبغي منهم أجرًا فيقول قائل: بسبب الأجر يدعوهم.
وقرأ مبشر بن عبيد: {وما نسألهم} بالنون.
ثم ابتدأ الله تعالى الإخبار عن كتابه العزيز. أنه ذكر وموعظة لجميع العالم- نفعنا الله به ووفر حظنا منه بعزته-. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الغيب}
ابتداء وخبر.
{نُوحِيهِ إِلَيْكَ} خبر ثان.
قال الزجاج: ويجوز أن يكون: {ذَلِكَ} بمعنى الذي،: {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} خبره؛ أي الذي من أنباء الغيب نوحيه إليك؛ يعني هو الذي قصصنا عليك يا محمد من أمر يوسف من أخبار الغيب: {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} أي نعلمك بوحي هذا إليك.
{وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} أي مع إخوة يوسف: {إِذْ أجمعوا أَمْرَهُمْ} في إلقاء يوسف في الجبّ.
{وَهُمْ يَمْكُرُونَ} أي بيوسف في إلقائه في الجبّ.
وقيل: {يَمْكُرُونَ} بيعقوب حين جاؤوه بالقميص مُلطَّخًا بالدم؛ أي ما شاهدت تلك الأحوال، ولكن الله أطلعك عليها.
قوله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ الناس وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} ظنّ أن العرب لما سألته عن هذه القصة وأخبرهم يؤمنون، فلم يؤمنوا؛ فنزلت الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم؛ أي ليس تقدر على هداية من أردت هدايته؛ تقول: حَرَص يَحرِص، مثل: ضَرَب يَضرِب.
وفي لغة ضعيفة حَرِص يَحرَص مثل حَمِدَ يَحمَد.
والحِرْص طلب الشيء باختيار.
قوله تعالى: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} {مِنْ} صلة؛ أي ما تسألهم جُعْلًا.
{إِنْ هُوَ} أي ما هو؛ يعني القرآن والوحي.
{إِلاَّ ذِكْرٌ} أي عظة وتذكرة: {لِّلْعَالَمِينَ}. اهـ.

.قال الخازن:

قوله عز جل: {ذلك} يعني الذي ذكرت لك يا محمد من قصة يوسف وما جرى له مع إخوته، ثم إنه صار إلى الملك بعد الرق: {من أنباء الغيب} يعني أخبار الغيب: {نوحيه إليك} يعني الذي أخبرناك به من أخبار يوسف وحي أوحيناه إليك يا محمد وفي هذه الآية دليل قاطع على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان رجلًا أميًا لم يقرأ الكتب ولم يلق العلماء ولم يسافر إلى بلد آخر غير بلده الذي أنشأ فيه صلى الله عليه وسلم وأنه نشأ بين أمة أمية مثله، ثم إنه صلى الله عليه وسلم أتى بهذه القصة الطويلة على أحسن ترتيب وأبين معان وأفصح عبارة فلعم بذلك أن الذي أتى به هو وحي إلهي ونور قدسي سماوي فهو معجزة له قائمة إلى آخر الدهر.
وقوله تعالى: {وما كنت لديهم} يعني وما كنت يا محمد عند أولاد يعقوب: {إذا أجمعوا أمرهم} يعني حين عزموا على إلقاء يوسف صلى الله عليه وسلم في الجب: {وهم يمكرون} يعني بيوسف: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمعنى وما أكثر الناس يا محمد لو حرصت على إيمانهم بمؤمنين وذلك أن اليهود وقريشًا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصة يوسف فلما أخبرهم بها على وفق ما عندهم في التوراة لم يسلموا فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فقيل له إنهم لا يؤمنون ولو حرصت على إيمانهم ففيه تسلية له: {وما تسألهم عليه من أجر} يعني على تبليغ الرسالة والدعاء إلى الله من أجر يعني أجرًا وجعلا على ذلك: {إن هو} أي ما هو يعني القرآن: {إلا ذكر} يعني عظة وتذكيرًا: {للعالمين}. اهـ.

.قال أبو السعود:

{ذلك}
إشارةٌ إلى ما سبق من نبأ يوسفَ، وما فيه من معنى البُعد لما مر مرارًا من الدِلالة على بُعد منزلتِه أو كونه بالانقضاء في حكم البعيدِ والخطابُ للرسول صلى الله عليه وسلم وهو مبتدأ خبرُه: {مِنْ أَنبَاء الغيب} الذي لا يحوم حوله أحدٌ وقوله: {نُوحِيهِ إِلَيْكَ} خبرٌ بعد خبر أو حال من الضمير في الخبر ويجوز أن يكون ذلك اسمًا موصولًا و: {من أنباء الغيب} صلتَه ويكون الخبرُ نوحيه إليك: {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ} يريد إخوةَ يوسف عليه الصلاة والسلام: {إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ} وهو جعلهم إياه في غيابة الجب: {وَهُمْ يَمْكُرُونَ} به ويبغون له الغوائلَ حتى تقف على ظواهر أسرارِهم وبواطنها وتطّلع على سرائرهم طُرًا وتحيط بما لديهم خُبرًا، وليس المرادُ مجردَ نفي حضورِه عليه الصلاة والسلام في مشهد إجماعِهم ومكرِهم فقط، بل في سائر المشاهدِ أيضًا، وإنما تخصيصُه بالذكر لكونه مطْلعَ القصة وأخفى أحوالِها كما ينبئ عنه قوله: وهم يمكرون، والخطابُ وإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكنِ المرادُ إلزامُ المكذبين والمعنى ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك، إذ لا سبيل إلى معرفتك إياه سوى ذلك إذ عدمُ سماعِك ذلك من الغير وعدمُ مطالعتِك للكتب أمرٌ لا يشك فيه المكذِّبون أيضًا ولم تكن بين ظَهرانِيهم عند وقوعِ الأمر حتى تعرِفه كما هو فتبلّغَه إليهم، وفيه تهكم بالكفار فكأنهم يشكون في ذلك فيدفع شكهم، وفيه أيضًا إيذانٌ بأن ما ذكر من النبأ هو الحقُّ المطابق للواقع، وما ينقُله أهلُ الكتاب ليس على ما هو عليه يعني أن مثلَ هذا التحقيقِ بلا وحي لا يُتصوّر إلا بالحضور والمشاهدة وإذ ليس ذلك بالحضور فهو بالوحي، ومثلُه قوله تعالى: {وَمَا لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أقلامهم أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} وقولُه: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الغربى إِذْ قَضَيْنَا إلى مُوسَى الأمر}، {وَمَا أَكْثَرُ الناس} يريد به العمومَ أو أهلَ مكة: {وَلَوْ حَرَصْتَ} أي على إيمانهم وبالغت في إظهار الآياتِ القاطعةِ الدالةِ على صدقك: {بِمُؤْمِنِينَ} لتصميمهم على الكفر وإصرارِهم على العناد، روي أن اليهود وقريشًا لما سألوا عن قصة يوسفَ وعدوا أن يُسْلموا فلما أخبرهم بها على موافقة التوراةِ فلم يسلموا حزِن النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقيل له ذلك: {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ} أي على الإنباء أو على القرآن: {مِنْ أَجْرٍ} من جُعْل كما يفعله حَمَلةُ الأخبار: {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ} عظةٌ من الله تعالى: {للعالمين} كافة لا أن ذلك مختصٌّ بهم. اهـ.